بادر جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي يوم 18 ماي 2005 إلى طرح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للقضاء على الفقر في المناطق الأكثر هشاشة في المملكة.
ويتعلق الأمر بالنسبة للدولة بتعزيز مسلسل التحديث في دولة الحق والقانون والديمقراطية والانفتاح على العالم بإصلاحات ومشاريع هيكلية والمؤدية للتطور والتنمية.
ولبلوغ هذا الهدف، كان لا بد من البدء بالتنمية البشرية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، المبنية على مبادئ الحكامة الجيدة.
وتبني هذه المبادرة أسسها انطلاقا من تشخيص مواقع الفقر والهشاشة في المملكة، رغم الجهود الحكومية الهامة التي تخصص 50 في المائة من نفقات الدولة السنوية على القطاعات الاجتماعية ودعم البرامج الجماعية وذات النفع العام.
وهذه بعض الأرقام حول الفقر:
* 2 في المائة من السكان الحضريين، ضمنهم 1،3 في المائة يعيشون فقرا مدقعا، أي 200 ألف شخص
* 23 في المائة من السكان القرويين يعيشون تحت عتبة الفقر، بدخل سنوي أقل من 3500 درهم
* 700 ألف من الأسر، أي 4 ملايين شخص يعيشون في أحياء غير منظمة، أو صفيحية.
وأمام ضخامة هذا الخصاص الاجتماعي، تمنح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمويلا إضافيا لدعم أشكال المبادرات الأربعة المطابقة للمبادرات التنمية البشرية:
* أنشطة مدرة للدخل
* دعم الولوج للتجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية
* دعم مبادرات التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي إلخ
* دعم تعزيز الحكامة الجيدة والمؤهلات المحلية
وعموما، جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعزز جهود الدولة والجماعات المحلية، وهي لا تحل محل البرامج القطاعية أو مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجماعات المحلية.
في المرحلة الأولى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم التركيز على أربعة برامج ذات أولوية:
* برنامج مكافحة الفقر في الوسط القروي، ويستهدف 360 جماعة من أفقر الجماعات
* برنامج مكافحة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، يستهدف 250 حي ضمن الأحياء الأكثر تهيشا في المدن
* برنامج مكافحة الخصاص، يستهدف 50 ألف شخصا يعيشون خصاصا مدقعا، علاوة على الأشخاص المتكفل بهم سابقا من قبل مختلف البنيات العمومية أو الجمعيات المنتمية إلى الفئات ذات الأولوية: الشباب دون مأوى، أطفال الشوارع، الأطفال المتخلى عنهم، النساء في وضعية فقر قصوى، المتسولون والمشردون، السجناء السابقون بدون موارد، المتخلفون ذهنيا بدون مأوى، الأشخاص المعاقون بدون موارد والمسنون الفقراء.
* البرنامج العرضي الذي يدعم المبادرات ذات الوقع القوي على التنمية البشرية بالنسبة لمجموع الجماعات القروية والحضرية غير المستهدفة.